تمر اليوم الذكرى الخمسون على الوحدة بين مصر و سوريا ففى مثل هذا اليوم وقع الرئيس جمال عبد الناصر نيابة عن مصر و الرئيس شكرى القوتلى نيابة عن سوريا اتفاقية الوحدة التى لم تستمر لفترة طويلة و انتهت بعد 3 سنوات بتمام و الكامل لتكون اول هزائم النظام المصرى و درسا لمن يعتبر فى التخطيط و السياسة .
الوحدة بين مصر و سوريا فى حد ذاتها ليست خطأ كما يدعى البعض من القوميين المصريين الذين يكرهون كل ما يتعلق بالعرب و العروبة . سوريا هى امتداد مصر الاستراتيجى فى الشمال كما ان السودان هى امتدادنا الاستراتيجى فى الجنوب و ليست المفأجاة عندما تقرأ تاريخ مصر القديم او الحديث و ترى ان رجال مثل رمسيس الثالث او ابراهيم باشا رحمهم الله قدم علموا اهمية سوريا الى مصر و يكفى ان ابراهيم باشا قال :
ان حدود مصر تبدأ عند جبال طرطوس
للعلم انا لست متأكدة من الجبال اذا كانت طرطوس او اى جبال اخر
ما احزننى هو ان الاعلام المصرى الرسمى لم يهتم بهذه الذكرى لا ادرى بسبب العلاقات الدولية مصر فى المعسكر الامريكى العربى و سوريا فى المعسكر الايرانى الروسى . هذا ليس بحدث عادى يجب عدم التطرق اليه بالعكس يجب التطرق اليه و مناقشته لان هذا الوقت المناسب لتقييم التجربة بشكل موضوعى بعيد عن التحيز مع او ضد عبد الناصر , و لو اردنا ان نحكم يجب ان نضع فى الاعتبار الاحداث الاقيليمة و الدولية و يجب ان نعلم ان هناك دول فى العالم و المنطقة لا تريد حتى اى تعاون و ليست وحدة بين الدولتين فى الاساس
فى رايى الوحدة كانت اكبر و اعمق مما ظن الناس وقتها . الساسة و الزعماء فى كلا الدولتين لم يفهموا او يقدروا مدى اهمية هذه الخطوة بدليل الاخطاء السياسية التى وقعت بدءا من رفض جمال عبد الناصر النظام الفيدرالى و ترحيبه بالوحدة الشاملة عالرغم من اختلاف النظم السياسية و الاقتصادية فى تلك الفترة سوريا كانت متعددة الاحزاب فى حين قد قضى ناصر على كافة الاحزاب و كانت سخرية القدر ان جعلته يتعاون مع الحزب الشيوعى و الاخوان المسلمين فى الاقليم الشمالى فى حين كان مصير اقرانهم فى الاقليم الجنوبى هو السجن . النظم الاقتصادية هى الاخرى مختلفة سوريا كانت لا تزال اقطاعية فى حين مصر قد مرت بالتجربة الاولى فى تحديد الملكية و لا ننسى ان 1960 صدرت قوانين تحديد الملكية و كانت القشة التى قسمت ظهر البعير.
للاسف اكبر خطأ حدث فى الوحدة هو ان كل من شارك فيها و على رأسها الرئيس عبد الناصر كان يسعى وراء مجد شخصى و ليس الى الافضل للجمهورية العربية المتحدة
بعض السوريين يتهموننا باننا سبب الديكتاتورية و اننا جلبنا الى سوريا الدولة البولسية كما لو ان لدينا يد فى هذا او كان هذا اختيارنا فى مصر عالعموم شهد السوريون مسلسل الملك فاروق ليعلموا كيف كان حالنا على اية حال انا اعترف ان ناصر قد جلب الدولة البولسية فى سوريا و تركها هناك و لكن القادة السوريين “ليسوا قادة فى الحقيقة” كان بامكانهم ان يتركوها لكنها اردوا ان تستمر حتى تحقق لهم السيطرة على الدولة و كان لهم ما اردوا
يجب ان لا نغفل على الدور الخارجى لافشال الوحدة عالرغم انى فى رايى ان القائمين عليها قاموا بالواجب و زيادة
عالفكرة طبقا للتأريخ قد ثار السوريين على محمد على باشا بسبب سياسياته الاقتصادية من ضرائب و تاميم كافة الاراضى “فى مصركان جميع الاراضى ملك لدولة ” و يأتى ناصر و يكرر الخطأ .
العيب فى الوحدة لم يكن فى الشعبين المصرى او السورى عالعكس على المستوى الشعبى اظن اتها نجحت و لكن كعادة العرب العيب فى الطبقة الحاكمة
موضوع يستحق النقاش
شكرا تحياتي
شكراً على هذه التدوينة. الغريب أن المدونات العربية، السورية والمصرية، تجاهلت ذكرى الوحدة أيضاً.
ملاحظة قبل أن أنسى: أعتقد أن المقصود جبال طوروس، لا طرطوس. فالأولى هي سلسلة جبال على الحدود الشمالية لسوريا، يقال لنا أنها حدودنا الطبيعية مع تركيا. أما طرطوس فهي ميناء على ساحل المتوسط في غرب سوريا.
لا أعتقد أن اللوم على فشل الوحدة يقع على عبد الناصر وحده. عندما طلب ساسة سوريا من ناصر أن يوافق على الوحدة الاندماجية، كانوا يعرفون أن شرطه هو إلغاء جميع الأحزاب.
أخطأ عبد الناصر في قراءة الوضع الاقتصادي في سوريا. وفي حين أن مصر كانت تعاني من اقتصاد مترنح ومن مشكلة إقطاعية حقيقية ومن تملك الأجانب للكثير من المرافق الاقتصادية، فإن الوضع في سوريا كان مختلفاً. كان في سوريا حركة تجارية مزدهرة وحركة صناعية واعدة، أصيبت بالشلل بعد إصدار قوانين الإصلاح الزراعي والتأميم.
كان الحكم في الجمهورية العربية المتحدة مركزياً بشدة. صحيح أن الوحدة كانت إندماجية لا فدرالية، لكن سوريا ومصر ليستا متصلتين جغرافياً وعليه من الصعب أن تحكم سوريا من القاهرة. اختار عبد الناصر رجالاً غير أكفاء لحكم سوريا. عبد الحكيم عامر وعبد الحميد السراج. الأخير كمم الأفواه وزج كل معارض في غياهب السجون.
مع ذلك، لا أظن أنه من الحق القول أن عبد الناصر كان يسعى وراء مجد شخصي. هناك خيط رفيع جداً يفصل بين “الخطأ” و”الخيانة” لكني أن سلبيات عبد الناصر كانت على جانب “الخطأ” لا على الجانب الآخر.
لا يهمّ. كما ذكرتِ، الوحدة يجب أن تكون على مستوى الشعوب. أليس عجيباً أن نذكر كل هذه السلبيات عن الوحدة وفي الوقت نفسه نشعر بالحنين إلى هذه الأيام؟
عندما تتعرف الشعوب العربية على الديمقراطية الحقيقية، وتزدهر بفعل ذلك، فإنها ستتقارب من جديد لا محالة، وليس بالضرورة أن يكون تقاربها هذا بصيغة وحدة اندماجية. ولنا في الاتحاد الأوروبي لعبرة.
في حال كنا كلانا نعيش في ديمقراطيات، وطرح علينا حكامنا مشروع اتحاد مدروساً ومبنياً على أسس الديمقراطية واللامركزية، فإن كاتب هذه السطور مستعد للتصويت على تحويل بلاده إلى إقليمكم الشمالي مرة أخرى.
ومن موقع ناصر، أقتبس من غناء محمد عبد الوهاب وكلمات كمال الشناوي:
لا تسلني أين كنا.. أين أصبحنا.. وكيف
لا تسلني ما الذي وحّدنا قلباً وصفا
سَل دم السوري والمصري
يجري لهباً
صارخاً: عرباً كنا ونبقى عربا
عرف الشعب طريقه
وحّد الشعب بلاده
فإذا الحلم حقيقة
والأماني إرادة
[…] جداً في تعليق أيمن على مدونة وقائع مصرية بقوله: لا يهمّ. كما ذكرتِ، الوحدة […]
@أحمد العفو لا شكرا على الواجب لازم الموضوع ده نناقشه
@أيمن
ملاحظتك فى محلها المدونات المصرية للاسف تجاهلت الموضوع بس يمكن علشان
التجاهل الاعلامى البشع للذكرى و التركيز على التفاهات زى هروب الكبير للسيد عصام الحضرى !!
تانى حاجة صح جبال طوروس انا عارفة ان طرطوس فى ميناء على البحر الابيض و علشان كده لم اكن متأكدة اعذرنى المقولة دى من ايام ثالث ثانوى ادبى من 6 سنين اظن
فشل الوحدة بالفعل مش غلطة ناصر بس و لكن خطأ من الناحيتن اولا على الجانب المصرى اللى اعرفه حلو خاللى بالك ان ناصر و الضباط الاحرار كانوا وقتها جدد فى السياسة من الثكنات الى حكم بلد مثل مصر
طبعا سوريا انا لست ضليعة فى تاريخها السياسى المعصر خاصة حول الاحزاب مثل ال بعث او الشيوعى
سراج يبدو ان كان من النوعية االلى حمزة البسيونى “النسخة المحلية فى 1960” عالفكرة انا كان جدى صحفى الله يحرمه وقتها وكان فى سوريا و اظن انه مرة راح يعزى فى حد من ال سراج فى مصر من كام سنة و يومها قال لى انهم اخدوا اللجوء السياسى علشان سراج كان ممكن يتقتل بعد الانفصال بسبب الكراهية الشديدة
اما عبد الحكيم فلا مؤاخذة بالبلدى ده يتحط على جانب كده
اقول اه بس صداقة اتنين صعايدة بعثت مصر الى ام الجحيم
الله يخرب بيته
يا عزيزى ناصر بعد 1954 و التخلص من العناصر المهمة الخطير اللى ممكن تقوم بالتأثير على الشعب و على الجيش زى الله يرحمهم اللواء محمد نجيب و يوسف صديق جاب الحمار اللى اسمه عبد الحكيم بلدياته علشان بضمن ولاء الجيش اساسا عبد الحكيم اخره عمدة فى اقاصى اقاصى الصعيد الجوانى
الحمار ده اثبت فشله فى 1956 ثم فى الوحدة ثم فى حرب اليمن ثم اللطمة الكبرى فى النكسة و عالفكرة فى 1961 بعد الانفصال قاد حركة تمرد فى الجيش و تمركز فى مرسى مطروح فى غرب مصر و ناصر رضخ له و كانت النتيجة النكسة
ناصر خطأ الاكبر و الاعظم هو الديكتاتورية و محاربة الديمواقرطية خطأ اخشى انه لا يغتفر فى حق مصر و الوطن العربى
الغريب ان اكاد انا ازعم انه لو ترك الديمواقرطية و رجع الجيش الثكنات كان ممكن يصبح رئيس للحمهورية بعد محمد نجيب
لماذا نذكر الوحدة بحنين عالرغم من معرفة سليباتها نفس السبب يجعلنى اشعر بحنين للايام الثورة م مبادئها الاصلية بعد اكتر من 51 سنة و اشعر ان مصر اتبهدلت قوى قوى
احنا عارفين ان احنا فى اسوا مراحل الضعف يمكن ناصر عالرغم من ديكتاتوريته الا ان جعل من الوطن العربى و القومية العربية صوت
عالفكرة معلومة طرفية الشعب السورى ثار على محمد على باشا لانه اراد ان يمأمم بطريقته جميع الاراضى مثل ما فعل فى مصر و كانت نفس الخطأ الذى وقع فيه ناصر بعد 150 سنة للاسف نحن لا نتعلم من اخطاءنا و لا نقرأ التاريخ كما يجب
حول الحلم الديمواقرطى الجميل اللى ذكرته فانا مستعدة ايضا للموافقة على الاقليم الجنوبى
كلام كمال الشناوى قوى بس يارب يرحع حد تانى يفتكره قبل ما يفوت الاوان
شكرا على هذا الموضوع الهام الجيد الذي جعلنا نندم على حال العرب الآن فبعد مبادرة كامب ديفد المشؤمة التي وقعها السادات مع الكيان الصهيوني والتي تعتبر في حد ذاتها وحدة بين مصر وإسرائيل – والعرب تفككت وحدتهم وأصبحت كل دولة عربية تبحث عن مصلحتها الفردية مع إسرائيل أو أمريكا أو أي دولة أخرى دون النظر عما إذا كانت هذه الدولة عدوة أو صديقة للعرب فالزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان عنده بعد نظر عندما صنع الوحدة بين مصر وسوريا وكانت هى البداية حتى تشمل الوطن العربي كله – وقتها كان هناك زعيم للعرب اسمه جمال عبد الناصر تعمل له الدول الكبرى والزعماء العرب ألف حساب كان بتكلم باسم القومية العربية والسؤال هنا من زعيم العرب الآن ؟
حقا موضوع رائع افدتنا الكثير
شكرا
[…] جداً في تعليق أيمن على مدونة وقائع مصرية بقوله: لا يهمّ. كما ذكرتِ، الوحدة […]